سجل ليصلك جديدنا
بسم الله الرحمن الرحيم
{ خطوات لتخفيف الضغط عن جهازك العصبي }
معاكم زهراء بدر العامري .
إذا كنت تعيش فترة طويلة تحس فيها إنك دوم “مشدود”، حتى وأنت ساكت، ماكو شي خارجي يبين إنك متوتر، بس من الداخل تعيش بزحمة أفكار وضغوطات، وتحس دايم كأن في أحد حاط ثقل على صدرك، نومك خفيف، وبالك دوم مشغول، وتعتقد أن هذا الأمر “طبيعي”، ف لازم تعرف شي بسيط راح يغيّر حياتك.
الحقيقة إن هذا الوضع مو طبيعي، وإن جهازك العصبي مفرط النشاط، ويحتاج راحة فوراً.
شنو يعني “الجهاز العصبي مضغوط”؟
الجهاز العصبي هو مثل مركز القيادة داخلنا. فيه جزء يسمونه الجهاز العصبي السمبثاوي، وهذا ينشط وقت الخطر، يخليك تتجهز للهروب أو المواجهة.
وفيه الجزء الثاني، الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، وهذا مسؤول عن الراحة، الهضم، والنوم.
لما نعيش في ضغوط مستمرة – حتى لو هذي الضغوطات مو واضحة لنا – راح يعلق الجسم بوضعية التأهّب، يعني الجهاز العصبي يشتغل كأنك بخطر دائم. وهنا راح تبدأ الأعراض:
نوم متقطع، صداع، خفقان، قلة تركيز، أو حتى أمراض مزمنة.
شلون تقدر تساعد نفسك في هذي الحالة؟
هذي أهم الأشياء اللي من الضروري إنك تطبقها – وحدة ورا الثانية – وفعلاً راح تحس إنك بتتغيّر للأفضل بإذن الله:
1. تعلّم تهدأ جسمك وعقلك أولاً:
أول خطوة لازم تهدّئ جسمك، لأن الجسم يعطي إشارات للعقل، مو بس العقل يعطي إشارات للجسم مثل ما نعرف.
فتبدأ كل يوم تسوي:
• تنفس عميق من البطن (4 ثواني شهيق – 6 ثواني زفير).
• تمارين إطالة خفيفة مع أنفاس هادية.
• أوقات بدون أي محفزات، بدون موبايل، وبدون إضاءة قوية.
والخطوة الثانية تبدأ تكلّم عقلك وتقوله:
“خلك بمكان الراحة، ماكو شي يلحقك الحين.” وكرر هذا الكلام يومياً لين يصدقه عقلك لا شعورياً ويشتغل على هذا المبدأ.
2. قلل الضجيج اللي حولك:
مو بس ضجيج الصوت، حتى ضجيج الأخبار، المقارنات، والناس اللي ترهق روحك. ابدأ حدد وقت على السوشال ميديا، واختار شنو تستهلك. اختار إنك تسمع موسيقى هادية أو صوت المطر، حاول تتمشّى بعض الأوقات بدون سماعة، اسمع صوت خطواتك، صوت الهوا والهدوء اللي حولك.
3. عبّر عن مشاعرك:
أغلبنا تبرمج من الصغر إنه يكتم مشاعره، بس اللي محد قاله لنا إن هذي المشاعر المكبوتة تخلينا عالقين بتوتر مزمن. ف لازم تخصص وقت تكتب فيه مشاعرك، حتى لو ما تعرف سبب هذي المشاعر المزعجة. وأي كلام تكتبه حتى لو كان بسيط راح يكون له أثر كبير في راحتك، لأن المشاعر لما تُحتضن، تهدأ.
4. ضروري روتينك يشمل أمور تهدّي جهازك العصبي طبيعيًا، مثل:
• المشي أو رياضات الاسترخاء.
• جلسة مساج دافية.
• ضحك – تابع مسلسلات أو احضر أفلام أو مسرحيات فيها طابع كوميدي.
• النوم الكافي، و ما أقصد كافي بعدد ساعات بس، بل بجودة الراحة.
• تواصل جسدي آمن – مثل حضن أو مسكة يد.
5. بدّل فكرة “أنا لازم أتحكم بكل شي” بـ “أنا أقدر أتعايش وأنا مرتاح مهما صار”
أحيانًا التوتر ما يكون من الحدث نفسه، بل من إحساسك إنك لازم تتحكم بكل شي.
بس يوم تبدأ تكرر على نفسك: “أنا أقدر أكون بخير حتى لو ما صار كل شي مثل ما أبي ” ،
راح تبدأ تتنفس أعمق، وترتاح أكثر.
- النتيجة :
حياتك طبعاً ما راح تتحول لحياة مثالية، بس جهازك العصبي راح يعيش فرصة جديدة في إنه يرتاح.
راح تكوّن مع جهازك العصبي فريق مثل فريق العمل اللي يشتغل بمبدأ الفريق الواحد، راح يكمّل كل واحد فيكم الثاني، بعيد عن جو المشاحنات والتوتر الزائد. وكل مرة ترجع تحس بالشد أو القلق، راح تعرف شلون تساعد نفسك لما تتعاون مع جهازك العصبي مرة ثانية، وما راح ترجع تلوم نفسك أو تعيش في حالة شد عصبي.
- الرسالة اللي لازم توصل للجميع:
- إن مو لازم تشوف نفسك منهار عشان تبدأ بخطوات الراحة هذي.
- جهازك العصبي يشتغل 24 ساعة عشان يحميك، بس حتى هو يحتاج تعطيه وقت يرتاح ومساحة عشان يهدأ.
- كل مرة تهدّي نفسك، وترفض ضغط خارجي، وتسمح لمشاعرك إنها تطلع، أنت فعليًا قاعد تشفي نفسك.
- وبالنهاية، نصيحة أخيرة:
ترى علاقتك بجهازك العصبي مثل العلاقة الزوجية، ف حاول تكوّن علاقة حب وانسجام مع جهازك العصبي، لأن الحياة تصير أهدأ لما نهدأ من الداخل.