سجل ليصلك جديدنا

بسم الله الرحمن الرحيم

{ القدوة – منارة التعلم و التوجيه }

معاكم م. أحمد عبدالله بوغيث .

القدوة هو نموذج يحتذى به ويتم السير على خطاه والاقتداء به في سلوكه وأفعاله وأقواله. كل شخص في هذه الحياة يحتاج الى من ينير طريقه ويعكس له أفعاله ليظهر أفضل ما بداخله. هل كل القدوات حسنة؟ بالطبع لا هناك أشخاص تتخذ أخرين سيئين السلوك والاخلاق قدوة لهم، لذلك يجب علينا إدراك معنى القدوة الحسنة وأن نعرف من نقتدي به من أشخاص ناجحين سلوكيا وعمليا وأخلاقيا. عادة ما تكون القدوة شخصية يحتذى بها في الاخلاق أو العلم أو النجاح أو الصبر أو أي صفة من صفات العظمة والصفات الحسنة. غالبا ما تكون هذه القدوة اما أب أو أم او معلم أو عالم أو أي شخصية تتمتع بالأخلاق والسمعة الحسنة ومشهورة بالسلوك السليم.

أهمية القدوة في حياتنا

القدوة الحسنة دائما تكون لنا سراج ينير لنا سبل النجاح في الحياة، لذلك فان وجوده مهم في حياتنا. ومن هذه الأهمية:

  • بناء القيم والسلوكيات:

يتأثر الانسان بمن حوله، خاصة في مراحل الطفولة والمراهقة، لذلك فان وجود قدوة حسنة يسهم في غرس القيم والنبيلة مثل الصدق والأمانة والتسامح وحب الاخرين وغيرها.

  • تحفيز الطموح:

أن تتعلم من شخص واجه الصعاب وتخطاها، او تجد شخص يشبهك في طموحاتك، فهذا بحد ذاته محفز قوي جدا للاستمرار لمواجهة الظروف والمصاعب وعدم الاستسلام لها.

  • التوجيه العملي:

القدوة يجب ان لا تكون قدوة من الناحية النظرية، بل يجب علينا اتخاذ القدوات التي تعرف كيف ان تواجه التحديات فعليا وتتخذ القرارات وتحقق الأهداف.

  • الاستقرار النفسي:

غالبا ما نرى أن من يجد قدوته في الحياة يكون مستقر نفسيا ويشعر بطمأنينة وتوازن. وذلك غالبا لأنه يرى امامه مثالا حيا للنجاح.

أنواع القدوات

هناك العديد من أنواع القدوات في حياتنا نجدهم في كل المجالات وعلى جميع المستويات، ومن هذه القدوات:

  • القدوات الدينية: مثل الأنبياء والصالحين الذين يجمعون بين القيم الأخلاقية والروحية.
  • القدوة العلمية: العلماء والمفكرين وكل من ساهم بتطوير البشرية وتسهيل الحياة بعلمهم واختراعاتهم.
  • القدوة الاجتماعية: أشخاص تميزوا بأعمالهم الاجتماعية سواء اعمال خيرية او حكمتهم بالتعامل مع الاخرين.
  • القدوة الشخصية: مثل الوالدين والأصدقاء والمعلمين وكل من له تأثير إيجابي في حياة الفرد.

صفات القدوة الحسنة والناجحة

هناك العديد من الصفات التي يجب ان تتوافر القدوات التي نقتدي بها، ومن هذه الصفات:

  • النزاهة والاخلاق الحميدة.
  • الحكمة في القول والفعل.
  • الشفافية والقدرة على الاعتراف بالخطأ.
  • الثبات على المبادئ.
  • الاستمرارية في التطور والطموح.
  • الالهام والتحفيز.

الخلاصة:

أغلب الأشخاص يحتاج الى قدوة حقيقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خاصة في هذا الوقت لما فيه من سهولة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح على العالم بكل مجالاته، مما يحتَم علينا المتابعة ومعرفة ما يتابعه الأبناء والتوجيه لاختيار المضمون الصحيح والشخصيات الصحيحة. يجب ان تكون القدوة منارة ونور ينير طريق من يقتدي بها في ظل الصعوبات التي تواجهنا في هذه الحياة. أيضا يجب على الانسان ان يسعى ليكون قدوة لغيره من الأشخاص، فكما نبحث عن أشخصا نقتدي بهم في مختلف المجالات، هناك من يراقبنا ليقتدي بنا ونكون له منارة في حياته.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *