سجل ليصلك جديدنا
بسم الله الرحمن الرحيم
{ كاريزما الحضور الأنثوي }
معاكم أ. حنان المسباح .
في اللحظات الأولى .. قبل أن تنطق الأنثى بكلمة واحدة ، تكون قد قالت الكثير . نظرتها، طريقتها في الوقوف، أناقتها، تنسيق ألوانها ، وحتى هدوء خطواتها .. كلها إشارات تهمس للآخرين عن حضورها الداخلي . لا يتعلق الانطباع الأول بجمال مادي بقدر ما يتشكل من صمتها المعبر وثقتها الهادئة ، تلك التي لا تصرخ ولكن لا تُخفى .
الكاريزما الأنثوية ليست مجرد حضور لافت ، بل هي مزيج من الرقة والهيبة ، من الذكاء في اختيار اللحظة المناسبة للكلام ، والفطنة في قراءة العيون قبل أن تستعجل الحكم . أنثى تمتلك كاريزما الانطباع الأول لا تدخل المكان بل تنساب إليه كالموسيقى ، تترك خلفها أثرا ناعما لا يُنسى ، لا لأنها حاولت أن تثير بل لأنها حضرت بصدق .
ولأن الانطباع الأول قد لا يتكرر ، فإن الأنثى الواعية تدرك أن أول لقاء هو فرصة ذهبية للتعبير عن هويتها العميقة دون أن تنطق بسيرة ذاتية . نظرة واثقة، صوت متزن، ذوق أنيق وأدب رفيع .. تلك هي أدواتها السرية ، لا تستعرض بها بل تجعلها لغة حضور . ففي عالم يعج بالضجيج تظل الكاريزما الحقيقية أن تُحس دون أن تُشرح وأن تُرى دون أن تُطلب .