بسم الله الرحمن الرحيم

{ شنو يصير لنفسيتك إذا أهملت صحتك الجسدية .. ؟ }

معاكم زهراء بدر العامري .

عمرك مريت بفترة حسيت بتعب بجسمك وآلام تزيد عليك وانت مو معبّرها؟ حسيت بيوم من كثر ما الألم شديد مو قادر تمارس حياتك الطبيعية؟ تغيّبت وايد عن شغلك بسبب الألم؟ ما قدرت تطلع مع عيالك، أو بنص الطلعة يجيك ألم يخليك تخرّب طلعتهم وترجع البيت؟ أو تمر عليك أيام حتى ما تتحمل تكون بينهم بالصالة؟ هذا غير أيام الجمعات أو الأعياد اللي مرت عليهم بدونك لأنك بالبيت تعاني من ألم مزمن و مو قادر تكون معاهم؟ أنا بالضبط مر علي كل هذا وأكثر، كنت أقول “عادي، تعب بيخففه المسكّن وباجر بيروح الألم ” وأكمّل باجي الأيام مع المسكنات أو متمددة عالسرير بغرفتي بروحي. ياما قلت صداع؟ يمكن من قلة النوم، آلام في المعدة؟ يمكن من نوع الأكل، خفقان بالقلب؟ يمكن من التوتر. دايم كنت ألقى أعذار، وأحاول أطنّش، لأنّي مو فاضية، أو يمكن لأني كنت أخاف أروح الطبيب وأسمع شي ما أبي أسمعه. بس الحقيقة لما أهملت جسمي، نفسيتي هي اللي بدأت تنهار.

المرض الجسدي ما يوقف عند حدود الجسد. الألم المستمر، الإحساس بالإرهاق، التعب اللي ما يروح حتى بعد الراحة، كل هذا بدأ ياكل من راحتي النفسية شوي شوي. صرت عصبية، مزاجي متقلب، فقدت الرغبة في أشياء كنت أحبها. حتى علاقاتي بدأت تتأثر، لأن ما فيني طاقة لا للكلام ولا للضحك.

والجانب الأسوأ كان الشعور بالعجز، لما تحس إنك مو قادر تتحكم بجسمك، يبدأ صوت داخلي يقول لك: “إنتِ ضعيف، إنت تعبان، ما راح تتحسن”. وهذا الصوت إذا ما وقفناه، يجرنا لدائرة الاكتئاب، والقلق، وفقدان الشغف، وللأسف هذي الحالات كلها مريت فيها بسبب إهمالي لهذا الألم الجسدي.

اليوم تعلمت إن العناية بالجسم مو خيار، إنك تسمع له لما يتعب هذي مسؤولية. لأن الجسد والنفس مربوطين ببعض بشكل أقوى مما نتخيل، الجسد إذا تألم راح ينتقل هذا الألم للنفسية، وإذا النفس تعبت، حتى العلاج راح يصير أصعب.

خذ ألمك بجدية، مو عيب إنك تروح للطبيب، و مو ضعف إنك تراجع لمجرد إنك تتطمن على نفسك. الجسد أمانة، والنفس بعد أمانة. لا تنتظر الانهيار علشان تستوعب مقدار الضرر اللي حاشك، اسمع لصوت التعب، وخل العناية بنفسك أولوية مو خيار.

نصيحة أخيرة، إهتمامك بجسدك ونفسيتك راح يغيّر حياتك بشكل كبير للأفضل، نقدر نقول بنسبة 85% وهذا عن تجربتي الشخصية، ولاحظت هالشي بعلاقتي بدائرتي الصغيرة، المزاج يتحسن وبديت أكون قريبة من عايلتي بكل الأوقات، لأن صار عندي وقت أقضيه معاهم وأنا بكامل صحتي وعافيتي وبنفسية مرتاحة أكثر ولله الحمد.